حج 1446 هـ - 2025 م

نجاح باهر لموسم حج ١٤٤٦ هـ

شارك ليستفيد غيرك ..

تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا عظيمة ومشرفة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث سخّرت كافة إمكاناتها البشرية والمادية والتنظيمية لتيسير أداء المناسك، وتوفير أجواء آمنة ومريحة لضيوف الرحمن.

ويكفي أن ننظر إلى المشروعات الكبرى التي تشهدها المشاعر المقدسة والحرمَين الشريفَين لندرك حجم هذه العناية، فقد شهد الحرمان توسعات هي الأضخم في تاريخ مكة والمدينة، سواء من حيث البنية التحتية أو الخدمات المرتبطة بالحشود المتزايدة عامًا بعد عام. وهذه التوسعات لم تكن يومًا شكلية، بل جاءت مدروسة ومخططة بعناية لتلبي احتياجات الحجاج في الحاضر والمستقبل.

مشروع قطار المشاعر مثال بارز على هذا التطوير؛ فقد سهّل حركة الملايين بين منى وعرفات ومزدلفة بيسر وسرعة، كما أن منشأة الجمرات الحديثة أنموذج هندسي وتنظيمي يهدف إلى حماية الأرواح وتوفير بيئة أكثر أمنًا وراحة أثناء أداء هذا النسك العظيم.

ولا تقف هذه الجهود عند المشروعات العمرانية فقط، بل تمتد إلى الجوانب الصحية والوقائية، حيث يتم تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في المشاعر منذ وقت مبكر، لتقديم الرعاية والعلاج مجانًا، وبجودة عالية، لجميع الحجاج دون تمييز. إضافة إلى ذلك، تتابع الأجهزة الأمنية جميع تفاصيل حركة الحجيج، وتسهر على تنفيذ الخطط بكل دقة لضمان أمن وسلامة الجميع، في مشهد تنظيمي لا نظير له على مستوى العالم.

كل ذلك يتم في وقت محدد، ومكان محدود، وموسم يبلغ فيه عدد الحجاج الملايين، من مختلف الجنسيات واللغات والثقافات، ومع ذلك تمضي الشعائر بسلاسة وانتظام، بفضل الله أولًا، ثم بفضل الإدارة المحنكة والجهود المتكاملة لجميع القطاعات.

وتدرك المملكة أن خدمة الحجيج شرف عظيم وأمانة كبيرة، لذا فإنها لا تكتفي بما تحقق، بل تواصل العمل على تطوير الخدمات، وتحديث البنية التحتية، واستقبال المقترحات والأفكار التي من شأنها الارتقاء بتجربة الحج عامًا بعد عام.

ولعل من أجمل ما يعزز هذه الجهود، أنها تصدر من منطلق ديني وإنساني، استجابة لنداء التوحيد، وتنفيذًا لما أمر الله به من تعظيم لشعائره، وتسخير السبل لخدمة زوار بيته الحرام.

إنه مشهد إيماني وتنظيمي قلّ نظيره في العالم، يؤكد أن الحج ليس مجرد فريضة، بل هو أيضًا مناسبة تستنفر فيها طاقات أمة بأكملها لخدمة الإنسان، وتحقيق مقاصد الشرع، وبث الطمأنينة في قلوب الحجيج، ليعودوا إلى أوطانهم وهم ممتنون، وقد أدوا مناسكهم في أمن وأمان وإيمان.

اللهم احفظ بلاد الحرمين، وبارك في قادتها وشعبها، واجعلها دائمًا في خدمة الإسلام والمسلمين، ووفق القائمين على خدمة الحجيج لما فيه خير الدين والدنيا.

حجاج بيت الله الحرام ، تقبل الله منكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير .. يمكنكم الأن تقييم حملات الحج وابداء الملاحظات لحجاج الأعوام القادمة

X